الثقافة الكويتيّة الثريّة المتنوّعة تحط بالجزائر البيضاء من 14إلى 20فبراير 2007

عرفت الجزائر مسارا خاصا مليئا بالإبداع العلمي, الفني, و الأدبي منذ أن اختيرت كعاصمة للثقافة العربية لسنة 2007 فتألقت بافتتاح شعبي و آخر رسمي لم يكن لهما مثيل حيث أبدت مختلف الوفود مدى إعجابها بالأداء الرائع و زاد انبهارها بالجزائر البيضاء التي أبت إلا أن تصمد و تصمد أمام كل العقبات و تحتضن في ساحاتها و قاعاتها أعلام و رموز و مجسمات مختلف الدول العربية, لتشرع فيما بعد معالي وزيرة الثقافة في افتتاح الأسابيع الثقافية التي خصصت لكل دولة من الدول العربية , و هكذا فبعد ارض الكنانة أم الدنيا, و اليمن السعيد, ها هي بلاد العرب الكويت تتربع على عرش الأسبوع الثقافي الثالث و الذي كان ثريا شكلا و مضمونا. سمية متيش
حيث ضم معارضا عدة فواحد للكتاب الذي احتضن عناوينا مختلفة فمن الثقافة و الشعر إلى الفن التشكيلي و المسرح و التاريخ و الاقتصاد و التنمية و من ابرز العناوين: الجغرافيا الثقافية, إسهامات الكويت في الثقافة العربية, مجلة الثقافة العالمية, مجلة عالم الفكر, مجلة الفنون, الأدب في الكويت خلال نصف قرن, مجموعات شعرية: "أوشال" و "مجرة ماء",
التوظيف الإعلامي في المسرح الكويتي, إمارة دمشق, أبناء سندباد, شركاء في التنمية, الكويت و التنمية الثقافية, مجلة عالم المعرفة... و الكثير الكثير, و آخر لصور العروض المسرحية فوجدنا في أب الفنون مسرحيات: "اصبر تشوف", "كازينو أم عنبر", "حذاء سندريلا", "عشت و شفت", "حط الطير طار الطير", و آخر حول تاريخ و تراث الكويت حيث رصد مختلف المراحل التاريخية التي مرت على دولة الكويت منذ الاستيطان البشري (4500 ق.م\3500 ق.م) و العصر الحجري (8000 ق.م\5000 ق.م) مرورا بالعصر البرونزي (2200 ق.م\1200 ق.م) و العصر الهلنستي و البارثي (323 ق.م\224 م) وصولا إلى العصر الساساني(224 م\650 م) إلى غاية العصر الإسلامي, ناهيك عن الديوانية الكويتية ذلك الركن الخاص بالبيت الكويتي القديم و التي كانت و لا زالت النقطة الجامعة للرجال فلم نصمد كثيرا بالديوانية الكويتية خاصة أمام رائحة البخور الزكية و التي أزكتها أكثر رائحة القهوة و الشاهي(الشاي) لنبقى مع الجمال الكويتي و نصل إلى عرض للأزياء النسائية التي يطلق عليها ب:" الزري " و الأزياء الرجالية التي تدعى ب: " البشت" , دون أن ننسى نموذج السفينة الكويتية التي تسمى ب:"البوم".
و عن الشخصيات التي حضرت الافتتاح الذي أشرفت عليه معالي وزيرة الثقافة السيدة: "خليدة تومي" و بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر حضر كل من معالي وزير الشؤون الدينية" بوعبد الله غلام الله", امحمد بن قطاف, محمد قرفي, سيد علي كويرات, عمر البرناوي, احمد حمدي, محي الدين عميمور, دينا جزائري و الكثيرون.
كما انه تم تنظيم العديد من المحاضرات نذكر منها:" أضواء على أنشطة المجلس الوطني" للأديب :طالب الرفاعي, "واقع الحركة الثقافية في الكويت" للأستاذ:عبد الله خلف, "الفنان بين النقل و الابتكار"للفنان التشكيلي:قاسم ياسين, "دور الصحافة الكويتية في دعم القضايا العربية" للأستاذ:سامي النصف الذي على الرغم من إبلاغه بخبر وفاة أخيه إلا انه أصر على إلقاء محاضرته قبل مغادرة ارض الجزائر, و أخرى ل:د.صالح بركة السعيدي تحت عنوان:" مساهمات الكتاب الجزائريين في المطبوعات الثقافية الكويتية (1990_2006), و الدكتورة نرمين يوسف الحوطي في محاضرتها حول: "أضواء على الحركة المسرحية في الكويت" و دوما مع الفن الرابع تم عرض مسرحية:"الاسم امرأة" مرتين و التي تطرقت لما تواجهه المرأة من عوائق نفسية و اجتماعية في محيط أسرتها كابنة و أخت و زوجة و أم و في محيط مجتمعها أيضا, خاصة و انه مجتمعاتنا العربية ذكورية لتظل تصارع و تصر على البقاء من إخراج : "عبد العزيز صفر" و تأليف: "فهد الفلاح", و من الفن الرابع إلى الأمسيات الشعرية الرائعة لكل من الدكتورة: "نجمة إدريس", الشاعر "صلاح دبشة", و الشاعر "إبراهيم خالدي".
لنصل إلى الختام و دوما مع فرقة حمد بن حسين للفنون البحرية و الشعبية و التي هي من اعرق و أشهر الفرق على المستوى الخليجي نشأت منذ أوائل الأربعينيات, أطربتنا كثيرا في الافتتاح و ظلت متألقة في الاختتام بقصر الثقافة الذي كان الحضور فيه غفيرا و الذي لم يتمالك نفسه أمام الأنغام و الدبكات و الرقصات الخليجية فلم يكف عن التصفيق مع حضور المطربة الكويتية التي لقبت في الجرائر ب: "حمامة السلام فطوم", و الممثل الكويتي الشهير: "محمد عبد الله المنصور" الذي وعدنا بزيارات أخرى للجزائر و باح لنا بسر انجاز مسلسل تحت عنوان: "شظايا المرايا" بمشاركة كويتية جزائرية.
و هكذا سافرنا إلى الكويت بدون تأشيرة فتأشيرتنا كانت الجزائر عاصمة للثقافة العربية فحطت فيها كل العواصم العربية لنتعرف من خلالها على مختلف الثقافات و العادات و إن كانت فترة أسبوع وجيزة جدا إلا أننا اكتشفنا فيها الكرم و المحبة و الطيبة التي يتميز بها أشقائنا الكويتيون, ليختتم الحفل بمسك بعد مسك في انتظار افتتاح أسابيع ثقافية أخرى. س.م