آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
+3
mona2010
r brigad
reda_ocdor
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد تأملت كثيراً من منتديات الحوار المنتشرة عبر شبكة الإنترنت .... فوجدت مشكلة في طريقة الحوار التي ينتهجها كثير من المتحاورين .. وفي لهجة الحوار التي تنتهي ـ في كثير من الأحيان ـ بالمتحاورين إلى التلاعن .. والتنافر .. والتباغض .. وإغارة الصدور .. والتراشق بالقول المشين .. فيأتي الحوار بخلاف النتائج المرجوة منه؛ فبدلاً من أن يُقرب بين طرفي أو أطراف الحوار وبين وجهات نظرهم .. تراه يُباعد بينهم .. وبين وجهات نظرهم .. ويزيد الشقة فيما بينهم ابتعاداً وفرقة أكثر مما كانوا عليه قبل الحوار .. كما ويزيد المراقبين لهم ولطريقتهم في الحوار .. وما يتحاورون حوله من مواضيع .. تشوشاً وغموضاً وشبهة!
لذا وجدت نفسي مجبرا على توضيح أمور مهمّة لتنظيم الحوار و تصفيته كي يكون مفيداً نافعاً لكلّ الأطراف المشاركة فيه و المارّة عليه و لست في هذا المقام أعلم احداً كيفية الحوار و لكنّ من باب " و ذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين " ....
أقول ...يجب على المتحاورين الالتزام بما يلي ...
1- أن يكون همُّ وغاية كل طرف من أطراف الحوار إنصاف الحق .. ومعرفته .. واتباعه .. والانتصار له .. ولو كان عند الطرف الآخر من المتحاورين .. وأن تنعقد هذه النية ـ في إنصاف الحق ـ قبل الشروع في الحوار .. وأن تُراقَب وتُتابع أثناء الحوار وبعده!
المشكلة تبدأ وتتضخم عندما يكون هم وغاية كل طرف من أطراف الحوار كيف يغلب الطرف الآخر، وكيف يظهر عليه في الحوار والمحاجة .. ويعلو صوتُه على صوتِه .. وكيف يحقِّره ويُصغِّره .. ولو كان في الباطل أو الزور!
المشكلة تتضخم وتتضاعف عندما يكون هَمُّ وغاية أطراف الحوار أو بعضها .. هو مجرد التحدي والمباهاة والمفاخرة .. وكيف يصرفون إليهم وجوه وإعجاب الناس .. ولو كان ذلك في الباطل والزور!
وفي الحديث فقد صح عن النبي أنه قال:" من ابتغى العلمَ ليُباهي به العلماءَ، أو يُماريَ به السفهاءَ، أو تُقبل أفئدة الناس إليه، فإلى النار "[ ]. فهو إلى النار وإن كان محقا؛ً لفساد مقصده، فكيف إذا اجتمع عليه فساد المقصد وبُطلان ما يُنافح عنه ويُجادل؟!
وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله :" يظهر الإسلام حتى تختلفَ التجارُ في البحر، وحتى تخوضَ الخيلُ في سبيل الله، ثم يظهرُ قومٌ يقرؤون القرآن، يقولون: من أقرأ منا؟ ومن أعلمُ منا؟ ومن أفقه منا؟ "، ثم قال لأصحابه:" هل في أولئك من خير؟"، قالوا: الله ورسولُه أعلم. قال:" أولئك منكم من هذه الأمة، وأولئك هم وقودُ النار "[ ].
2- أن يتولد لكل طرف من أطراف الحوار الاستعداد النفسي قبل وأثناء الحوار .. أن يعترف بالخطأ إن أخطأ .. وأن يقر لمخالفه بالإصابة إن أصاب .. وهذا من تمام العدل والإنصاف والرقي في الحوار .. وضده الكبر والظلم والجحود، والاستعلاء في الباطل .. فالكبر يقوم على ركنين: رد الحق .. واحتقار الخلق .. وأيما امرئٍ يقع في هذين الخلقين المذمومين .. فهو من المتكبرين الذين تأخذهم العزة بالإثم .. ويطالهم وعيد التكبر والعياذ بالله.
فقد أثر عن الفاروق عمر بن الخطاب أنه قال لامرأة راجعته في قضية تحديد المهور: أخطأ عمر .. وأصابت امرأة .. وما عُد ذلك انتقاصاً من قدره .. بل عُد من جملة مزاياه الحسنة والعظيمة .. وما أكثرها.
3- الاتفاق على المرجعية التي يتم التحاكم والرجوع إليها فيما قد تم الخلاف والنزاع فيه .. والتي بها تقوم الحجة الدامغة على المخالف .. وفي حال عدم الاتفاق على مرجعية ثابتة يتم الرجوع ورد النزاعات إليها .. يعني استحالة حصول الاتفاق أو التقارب فيما بين المتحاورين .. وفيما اختلفوا وتنازعوا فيه؛ إذ من الممكن حينئذٍ لكل طرف من أطراف الحوار أن يرد النزاع إلى مرجعيته وقانونه ودستوره وقناعاته الخاصة به التي تختلف عن مرجعية وقانون ودستور وقناعاة الطرف الآخر .. وبالتالي فإن زاوية الخلاف والتنازع تتسع أكثر فأكثر .. وينفض المتحاورون وهم أكثر تفرقاً وتنافراً مما كانوا عليه قبل الحوار!
هذه المرجعية التي نؤكد عليها والتي يجب التحاكم والرجوع إليها تكمن في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً النساء:59.
4- انتقاء العبارة الأسلم في الخطاب التي تؤلف به قلب محاورك، وتشد سمعه لما تُحاوره عنه، أو تدعوه إليه، وهذا مما يدخل في معنى قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ النحل:125.
ومن ذلك أمر الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام بأن يقولا للطاغية فرعون ـ وهما يُحاورانه ـ قولاً ليناً، أي قولاً رفيقاً رقيقاً لطيفاً؛ لأنه أوقع في النفس، وأشد أثراً، وأكثر نفعاً، كما قال تعالى: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى طه:43-44.
وكذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أن رهطاً من اليهود استأذن على النبي ، فقالوا: السَّام عليك! فقالت عائشة رضي الله عنها: بل عليكم السَّامُ واللعنة، فقال :" يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ". قلت : أولم تسمع ما قالوا؟! قال:" قلت: وعليكم ".
5- قراءة أفكار ومبادئ وعقيدة ونفسيات الطرف المخالف جيداً قبل البدء في الحوار .. لتحسن محاورته والتعامل معه، ولتعطيه الخطاب أو الأسلوب الذي يستحقه .. والذي يجدي معه .. ولتعرف ما يحتاجه من الحجج والبراهين مما لا يحتاجه؛ إذ أن جهل المحاور بنظيره .. يقلل من قيمة وجودة وفعالية الحوار .. وربما سار الحوار في اتجاه لا يعني الطرف المقابل المحاور شيئاً .. وما أكثر ما يحصل ذلك!
6- قراءة موضوع الحوار جيداً .. وقراءة كلمات الطرف المقابل ذات العلاقة بموضوع الحوار جيداً .. فهذا مما يُعين على التركيز على موضوع الخلاف من غير شرود .. ولا شطط .. وعلى حصر الردود فيما تم الخلاف عليه، لا غير.
7- عدم السماح للطرف المخالف بأن يطرح مسألة ثانية أو ثالثة أو أكثر قبل أن تُحسم المسألة الأولى، ويحصل عليها اتفاق معين.
فإن إقحام عشرات المسائل بعضها فوق بعض، ومن دون أن تُعطى كل مسألة حقها من البحث والنقاش، يترتب عليه محاذير عدة:
منها: عدم إنصاف المسائل المطروحة .. فينتهي المجلس وينفض المتحاورون .. من دون أن تُحسم أية مسألة من المسائل التي طُرحت!
ومنها: أن طرح عشرات المسائل المختلفة .. يؤثر سلباً على موضوع الحوار الذي انعقد الحوار لأجله!
ومنها: أن طرح المسائل العديدة بعضها فوق بعض .. يشوش على طرفي الحوار أو أحدهما .. ويفقده التركيز على الجواب الصحيح!
كما ويشوش على السامعين أو المراقبين للحوار .. ويفقدهم القدرة على التركيز على موضوع معين .. أو الموضوع الذي انعقد لأجله الحوار!
ومعلوم أن من علامة المحاور المفلس المراوغ أن تراه يُقحم عشرات المسائل في جلسة واحدة أو موضوع واحد.
8- عدم الانشغال فيما تم الاتفاق عليه من موضوع الحوار؛ لأن الانشغال في المتفق عليه مضيعة للأوقات والطاقات من دون فائدة، ولا حاجة .. ويكون ذلك ـ في الغالب ـ على حساب المختلف عليه من الموضوع .. الذي يحتاج إلى بحث ونقاش .. وعندما يُحاول أحد طرفي الحوار أن يُشغل نظيره في ترداد المتفق عليه .. والوقوف عنده .. لا بد للطرف الآخر من أن يذكره بمواطن الخلاف والنزاع .. وأن مواطن الاتفاق لا تحتاج إلى بحث ولا نقاش .. وبالتالي لا بد من تجاوزها إلى مواطن النزاع والخلاف .. ويحصل التركيز عليها!
9- اجتناب الحوار في مواطن الريبة والخوف؛ إذ لا يمكن للمحاور الخائف المرتاب من أن يُظهر كل ما يعتقده، فإن كان الذي يعتقده أو الطرح الذي يمثله يمثل جانب الحق من الموضوع المراد بحثه ونقاشه .. فإنه بذلك يُظهر جانباً من الحق أو بعضه .. وهو بذلك يُظهر الحق ضعيفاً منقوصاً .. مشوهاً .. على غير صورته الكاملة الحقيقية التي تليق به!
10- لا تغضب .. واحذر محاورك من أن يُثير غضبك .. فالغضب ـ في مواطن الحوار ـ يفقدك الاعتدال .. والتوازن .. ويغلق على ذهنك .. ويخرجك عن حدود اللباقة والأدب .. ويحملك على أن تقول مالا تود قوله في حالة الرضى والاعتدال .. فتندم .. ولات حين مندم!
وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة : أن رجلاً قال للنبي : أوصني، قال:" لا تغضب "، فردد مراراً؟ فقال:" لا تغضب ".
هذه جملة من الآداب والضوابط التي ترشِّد عملية الحوار .. وتنهض به ـ بإذن الله ـ إلى المستوى المنشود والمرجو من الحوار .. ما رُوعيت وعُومِل بها .. وددنا التذكير بها .. سائلاً الله تعالى القبول .. وأن ينفع بها العباد .. وأن تكون لهم مفتاح خير مغلاق شرٍّ .. إنه تعالى سميع قريب.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد تأملت كثيراً من منتديات الحوار المنتشرة عبر شبكة الإنترنت .... فوجدت مشكلة في طريقة الحوار التي ينتهجها كثير من المتحاورين .. وفي لهجة الحوار التي تنتهي ـ في كثير من الأحيان ـ بالمتحاورين إلى التلاعن .. والتنافر .. والتباغض .. وإغارة الصدور .. والتراشق بالقول المشين .. فيأتي الحوار بخلاف النتائج المرجوة منه؛ فبدلاً من أن يُقرب بين طرفي أو أطراف الحوار وبين وجهات نظرهم .. تراه يُباعد بينهم .. وبين وجهات نظرهم .. ويزيد الشقة فيما بينهم ابتعاداً وفرقة أكثر مما كانوا عليه قبل الحوار .. كما ويزيد المراقبين لهم ولطريقتهم في الحوار .. وما يتحاورون حوله من مواضيع .. تشوشاً وغموضاً وشبهة!
لذا وجدت نفسي مجبرا على توضيح أمور مهمّة لتنظيم الحوار و تصفيته كي يكون مفيداً نافعاً لكلّ الأطراف المشاركة فيه و المارّة عليه و لست في هذا المقام أعلم احداً كيفية الحوار و لكنّ من باب " و ذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين " ....
أقول ...يجب على المتحاورين الالتزام بما يلي ...
1- أن يكون همُّ وغاية كل طرف من أطراف الحوار إنصاف الحق .. ومعرفته .. واتباعه .. والانتصار له .. ولو كان عند الطرف الآخر من المتحاورين .. وأن تنعقد هذه النية ـ في إنصاف الحق ـ قبل الشروع في الحوار .. وأن تُراقَب وتُتابع أثناء الحوار وبعده!
المشكلة تبدأ وتتضخم عندما يكون هم وغاية كل طرف من أطراف الحوار كيف يغلب الطرف الآخر، وكيف يظهر عليه في الحوار والمحاجة .. ويعلو صوتُه على صوتِه .. وكيف يحقِّره ويُصغِّره .. ولو كان في الباطل أو الزور!
المشكلة تتضخم وتتضاعف عندما يكون هَمُّ وغاية أطراف الحوار أو بعضها .. هو مجرد التحدي والمباهاة والمفاخرة .. وكيف يصرفون إليهم وجوه وإعجاب الناس .. ولو كان ذلك في الباطل والزور!
وفي الحديث فقد صح عن النبي أنه قال:" من ابتغى العلمَ ليُباهي به العلماءَ، أو يُماريَ به السفهاءَ، أو تُقبل أفئدة الناس إليه، فإلى النار "[ ]. فهو إلى النار وإن كان محقا؛ً لفساد مقصده، فكيف إذا اجتمع عليه فساد المقصد وبُطلان ما يُنافح عنه ويُجادل؟!
وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله :" يظهر الإسلام حتى تختلفَ التجارُ في البحر، وحتى تخوضَ الخيلُ في سبيل الله، ثم يظهرُ قومٌ يقرؤون القرآن، يقولون: من أقرأ منا؟ ومن أعلمُ منا؟ ومن أفقه منا؟ "، ثم قال لأصحابه:" هل في أولئك من خير؟"، قالوا: الله ورسولُه أعلم. قال:" أولئك منكم من هذه الأمة، وأولئك هم وقودُ النار "[ ].
2- أن يتولد لكل طرف من أطراف الحوار الاستعداد النفسي قبل وأثناء الحوار .. أن يعترف بالخطأ إن أخطأ .. وأن يقر لمخالفه بالإصابة إن أصاب .. وهذا من تمام العدل والإنصاف والرقي في الحوار .. وضده الكبر والظلم والجحود، والاستعلاء في الباطل .. فالكبر يقوم على ركنين: رد الحق .. واحتقار الخلق .. وأيما امرئٍ يقع في هذين الخلقين المذمومين .. فهو من المتكبرين الذين تأخذهم العزة بالإثم .. ويطالهم وعيد التكبر والعياذ بالله.
فقد أثر عن الفاروق عمر بن الخطاب أنه قال لامرأة راجعته في قضية تحديد المهور: أخطأ عمر .. وأصابت امرأة .. وما عُد ذلك انتقاصاً من قدره .. بل عُد من جملة مزاياه الحسنة والعظيمة .. وما أكثرها.
3- الاتفاق على المرجعية التي يتم التحاكم والرجوع إليها فيما قد تم الخلاف والنزاع فيه .. والتي بها تقوم الحجة الدامغة على المخالف .. وفي حال عدم الاتفاق على مرجعية ثابتة يتم الرجوع ورد النزاعات إليها .. يعني استحالة حصول الاتفاق أو التقارب فيما بين المتحاورين .. وفيما اختلفوا وتنازعوا فيه؛ إذ من الممكن حينئذٍ لكل طرف من أطراف الحوار أن يرد النزاع إلى مرجعيته وقانونه ودستوره وقناعاته الخاصة به التي تختلف عن مرجعية وقانون ودستور وقناعاة الطرف الآخر .. وبالتالي فإن زاوية الخلاف والتنازع تتسع أكثر فأكثر .. وينفض المتحاورون وهم أكثر تفرقاً وتنافراً مما كانوا عليه قبل الحوار!
هذه المرجعية التي نؤكد عليها والتي يجب التحاكم والرجوع إليها تكمن في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً النساء:59.
4- انتقاء العبارة الأسلم في الخطاب التي تؤلف به قلب محاورك، وتشد سمعه لما تُحاوره عنه، أو تدعوه إليه، وهذا مما يدخل في معنى قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ النحل:125.
ومن ذلك أمر الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام بأن يقولا للطاغية فرعون ـ وهما يُحاورانه ـ قولاً ليناً، أي قولاً رفيقاً رقيقاً لطيفاً؛ لأنه أوقع في النفس، وأشد أثراً، وأكثر نفعاً، كما قال تعالى: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى طه:43-44.
وكذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أن رهطاً من اليهود استأذن على النبي ، فقالوا: السَّام عليك! فقالت عائشة رضي الله عنها: بل عليكم السَّامُ واللعنة، فقال :" يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ". قلت : أولم تسمع ما قالوا؟! قال:" قلت: وعليكم ".
5- قراءة أفكار ومبادئ وعقيدة ونفسيات الطرف المخالف جيداً قبل البدء في الحوار .. لتحسن محاورته والتعامل معه، ولتعطيه الخطاب أو الأسلوب الذي يستحقه .. والذي يجدي معه .. ولتعرف ما يحتاجه من الحجج والبراهين مما لا يحتاجه؛ إذ أن جهل المحاور بنظيره .. يقلل من قيمة وجودة وفعالية الحوار .. وربما سار الحوار في اتجاه لا يعني الطرف المقابل المحاور شيئاً .. وما أكثر ما يحصل ذلك!
6- قراءة موضوع الحوار جيداً .. وقراءة كلمات الطرف المقابل ذات العلاقة بموضوع الحوار جيداً .. فهذا مما يُعين على التركيز على موضوع الخلاف من غير شرود .. ولا شطط .. وعلى حصر الردود فيما تم الخلاف عليه، لا غير.
7- عدم السماح للطرف المخالف بأن يطرح مسألة ثانية أو ثالثة أو أكثر قبل أن تُحسم المسألة الأولى، ويحصل عليها اتفاق معين.
فإن إقحام عشرات المسائل بعضها فوق بعض، ومن دون أن تُعطى كل مسألة حقها من البحث والنقاش، يترتب عليه محاذير عدة:
منها: عدم إنصاف المسائل المطروحة .. فينتهي المجلس وينفض المتحاورون .. من دون أن تُحسم أية مسألة من المسائل التي طُرحت!
ومنها: أن طرح عشرات المسائل المختلفة .. يؤثر سلباً على موضوع الحوار الذي انعقد الحوار لأجله!
ومنها: أن طرح المسائل العديدة بعضها فوق بعض .. يشوش على طرفي الحوار أو أحدهما .. ويفقده التركيز على الجواب الصحيح!
كما ويشوش على السامعين أو المراقبين للحوار .. ويفقدهم القدرة على التركيز على موضوع معين .. أو الموضوع الذي انعقد لأجله الحوار!
ومعلوم أن من علامة المحاور المفلس المراوغ أن تراه يُقحم عشرات المسائل في جلسة واحدة أو موضوع واحد.
8- عدم الانشغال فيما تم الاتفاق عليه من موضوع الحوار؛ لأن الانشغال في المتفق عليه مضيعة للأوقات والطاقات من دون فائدة، ولا حاجة .. ويكون ذلك ـ في الغالب ـ على حساب المختلف عليه من الموضوع .. الذي يحتاج إلى بحث ونقاش .. وعندما يُحاول أحد طرفي الحوار أن يُشغل نظيره في ترداد المتفق عليه .. والوقوف عنده .. لا بد للطرف الآخر من أن يذكره بمواطن الخلاف والنزاع .. وأن مواطن الاتفاق لا تحتاج إلى بحث ولا نقاش .. وبالتالي لا بد من تجاوزها إلى مواطن النزاع والخلاف .. ويحصل التركيز عليها!
9- اجتناب الحوار في مواطن الريبة والخوف؛ إذ لا يمكن للمحاور الخائف المرتاب من أن يُظهر كل ما يعتقده، فإن كان الذي يعتقده أو الطرح الذي يمثله يمثل جانب الحق من الموضوع المراد بحثه ونقاشه .. فإنه بذلك يُظهر جانباً من الحق أو بعضه .. وهو بذلك يُظهر الحق ضعيفاً منقوصاً .. مشوهاً .. على غير صورته الكاملة الحقيقية التي تليق به!
10- لا تغضب .. واحذر محاورك من أن يُثير غضبك .. فالغضب ـ في مواطن الحوار ـ يفقدك الاعتدال .. والتوازن .. ويغلق على ذهنك .. ويخرجك عن حدود اللباقة والأدب .. ويحملك على أن تقول مالا تود قوله في حالة الرضى والاعتدال .. فتندم .. ولات حين مندم!
وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة : أن رجلاً قال للنبي : أوصني، قال:" لا تغضب "، فردد مراراً؟ فقال:" لا تغضب ".
هذه جملة من الآداب والضوابط التي ترشِّد عملية الحوار .. وتنهض به ـ بإذن الله ـ إلى المستوى المنشود والمرجو من الحوار .. ما رُوعيت وعُومِل بها .. وددنا التذكير بها .. سائلاً الله تعالى القبول .. وأن ينفع بها العباد .. وأن تكون لهم مفتاح خير مغلاق شرٍّ .. إنه تعالى سميع قريب.
reda_ocdor- ღ♥ღعضو جديدღ♥ღ
-
المساهمات : 16
النقاط : -5781
التقيم : 0
المزاج :
الهواية :
السمعة :
رد: آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
موضوع للتثبيت
ليدرك الجميع أساسيات النقاش
شكرا على الموضوع المميز
أتمنى يستفيد منه كل من هو في حاجة له
تحياتــــي
ليدرك الجميع أساسيات النقاش
شكرا على الموضوع المميز
أتمنى يستفيد منه كل من هو في حاجة له
تحياتــــي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رد: آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
موضوع مميز جدا
وفعلا يستحق التثبيت
وفعلا يستحق التثبيت
mona2010- مشرفة عامة ومديرة نادي الإيجابية
-
المساهمات : 5055
النقاط : -652
التقيم : 49
السن : 43
الجنسية :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
رد: آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
بارك الله فيك أخي reda
موضوع جد مهم و مميز
جزاك الله الفردوس الأعلى
موضوع جد مهم و مميز
جزاك الله الفردوس الأعلى
رد: آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
شكرا كتير موضوع مهم
تسنيم 88- ღ♥ღعضو جديدღ♥ღ
-
المساهمات : 1
النقاط : -5764
التقيم : 0
الجنسية :
المزاج :
الهواية :
السمعة :
رد: آداب الحوار و ضوابطه ....أرجوا الدخول.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
amouna- ღ♥ღعضو مميزღ♥ღ
-
المساهمات : 8028
النقاط : -3688
التقيم : 123
السن : 36
الجنسية :
نوع المتصفح :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
i miss you
إمضاء مصغر :
مواضيع مماثلة
» هام جدا..أرجوا منكم الدخول..موضوع عاجل..
» ما لاتعرفونه عن الجزائر(اللهجة خاصة) أرجوا الدخول
» آداب المزاح....
» آداب الهاتف الجوال....
» *نكت أرجوا أن تعجبكم*
» ما لاتعرفونه عن الجزائر(اللهجة خاصة) أرجوا الدخول
» آداب المزاح....
» آداب الهاتف الجوال....
» *نكت أرجوا أن تعجبكم*
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
14.02.23 10:46 من طرف r brigad
» :)*"ملتقى الأعضاء"*(:
11.05.19 23:40 من طرف BRAD
» اسال عن الجميع
11.05.19 23:38 من طرف BRAD
» يلا ثقافة احمد الشقيري .. تعال هنا
22.04.16 10:03 من طرف فـارس بـلاجـواد
» السلام عليكم
07.10.15 16:31 من طرف r brigad
» برنامج حسابات
09.07.15 12:28 من طرف hebadexef
» بالصور: أفضل برنامج لتعلم الانجليزية للهواتف الذكية
12.02.15 10:10 من طرف طلال احمد الشيخ
» دورة تدريبية في مراقبة المخزون
16.09.14 18:08 من طرف عابر سبيل
» حقائق رقمية مذهلة في سورة الناس
20.04.14 15:26 من طرف ines
» تعلم تحدث الإنجليزية بطريقة جيدة وممتعة
23.01.14 0:54 من طرف نبع الورود
» ادارة المخاطر المالية
12.12.13 20:43 من طرف عابر سبيل
» اساليبي الاستثماربالصنديق الاستثمارية
23.11.13 9:31 من طرف عابر سبيل