صفعة من بلجيكا

من أغرب الصُور التّي استوقفتني أيّام الحرب و العدوان على الأهل في غزّة صورةٌ تناقلتها مختلف وسائل الإعلام تُظهرُ امرأة بلجيكيةً على ما أظنّ و هي تصرخ و تنادي في المسلمين و العرب لمّا رأت منهم ذلك الخذلان العجيب و ذلك التقاعس الغريب و ذاك التعاجز الرهيب تصرخ فيهم أن .. رسولكم محمّدٌ قال .. " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " !
فقلت في نفسي ..يا سبحان الله .. امرأةٌ نصرانيّة تعيش في الغرب النصراني .. تُعلّمنا ديننا و تذكرنا بقول نبيّنا .. و ربّما عقلتهُ و فهمتهُ أكثر منّا .
تعجبّتُ لصنيع هذه المرأة على الرغم من أنّها على غير ديننا إلاّ أنّها تفاعلت مع خطاب رسولنا لنا .
ثمّ تساءلتُ .. هل وصلَ بنا الحال إلى أن صار الخذلانُ شيمةً من شيمنا؟ و هل صارت أحاسيسنا فارغةً من معاني الأخوّة و التعاون و التكاتف و التكافل و الرحمة التي نسمعها في مواعظ دعاتنا وعلماءنا ؟ و في الأخير تساءلتُ هل ماتت مروءتنا و قُبرت ؟ حتّى استدعى من هذه المرأة النصرانية أن تستنهض هممنا و تذكرنا ما نسينا من أمور ديننا و تعلمنا منه ما جهلنا.. في زمن أبى دُعاتنا و مشايخنا أن يعلمونا و يذكرونا
نسألك اللهمّ العفو و العافية ...و نستغفرك و نتوب إليك .