على شاطئ الأحزان

كنت هناك أمشي على الشاطئ الذي ما زالت رماله تحتفظ بخطوِنا،أنظر إلى الأمواج المتخبطة الغاضبة لفراقِنا،أتأمل النجمة التي أمضينا ليال في تأملها مع القمر ولكنها الآن أصبحت وحيدة مثلي بعدما قمرها سُرِق، حاولت أن احتمي من أعاصير الشاطئ التي كانت نسيماً يهب من هوانا بجذع الشجرة التي حفرتَ عليها اسمانا إلى أنها الآن أصبحت غصن دون ورق...كل شئ كان يسألني عنك وعن الذي حل بي وبك...كيف أصبحتْ نحن أنا وأنت وكيف عشت بَعدي بعدما ابتعدت...لم أعرف بماذا أجب وهل نحن القصة الوحيدة التي شهدوها وأثارت لديهم العجب؟...احترت كيف يسألوني عنك وأنا التي لجأت إليهم كي أنساك... كيف تجرأت أمواج البحر على سؤالي وأنا كنت ضائعة أتخبط معها أملا في النسيان غارقة في وسط بحرها آملة من قلبي أن يعلن على قلبك العصيان؟ كيف استطاع الشاطئ أن يسألني إن حققنا أحلامنا التي رسمناها على رماله وأنا كنت أدوس على الرمال أملاً في أن أمحي تلك الأحلام من ذاكرة الشطآن؟ كيف استطاعت أعاصير البحر أن تسألني عن نسيم هوانا بعدما أزالت أوراق شجرتنا التي تعاهدنا على غصنها أن نتحدى الزمان؟ كيف تجرأت تلك السحابة أن تنزل مطرها لتزيد غرقي في بحر الضياع بعد أن غطت النجمة الوحيدة التي كانت تضئ ليليّ الظمآن؟ ألومهم وأنا أعرف أن الذنب ليس ذنبهم ولكنه ذنب قلبي الذي أبحر في العشق وهو يعرف أن المرسى هو شاطئ الأحزان...