منهجي في الدعوة

هناك ناس من الدعاة يضيقون أشد الضيق بالعناوين المحدَثة، ويشمئزون من كلمة ديمقراطية أو اشتراكية، أو ما شابه ذلك!

وهؤلاء الناس نوعان: نوع يريد الإسلام عنوانا فجّاً على رُكام من التعاليم المدَوَّنة بلغة العصر المملوكي، أو التركي، ولا يتحرك قَيْدَ أُنمُلة لتوضيح يطلبه العصر، ولا يقبل مقترحات جديدة للوسائل التي تخدم أهدافنا وشرائعنا.. إن هذا النوع يشبه من يريد المقاتلة بالخيل في عصر التفجير الذرِّي معتمدا على نصوص لم يفهمها..

وأنا أرفض التعامل مع هذا النوع، ولا أكترث بإنكاره عليّ، أو تبرمُّه بي..!

وهناك نوع غيور على الإسلام شكلا وموضوعا يقول: إن العناوين المجلوبة من الخارج قد تقدح في الحقائق الجليلة التي ورثناها، ومن الممكن أن ننظر إلى أحسن ما لدى الآخرين ملاءمة للفطرة، وموافقة للوحي، فنأخذه ليكون -بعد تهذيبه- من بين الوسائل التي نخدم بها قيمنا المقررة!!

إن الخلاف مع هذا النوع شكلي، وإنني لأغار على ديني كما يغارون، وإنما أريد ألا أُلدغ من جحر مرتين! فكم من متدينين يتصورون الخلافة فرعونية جديدة تحكم دون معقب، أو قارونية جديدة تحب المال حبا جما، وتريقه في أهوائها دون رقيب!!