"محمّد بوعزارة يثري مكتبة عاصمة الثقافة العربيّة

ملتقانا هذه المرّة في رحاب المكتبة الوطنيّة الجزائريّة, وذلك إستجابة لفعاليّة: "القراءة بحريّة..يوم بكتاب", أين شهدنا ميلاد مؤلف بجزئين للكاتب والصّحفي: "محمّد بوعزارة" تحت عنوان: "تأملات في الثقافة والحياة: لصوص التاريخ... التجربة والحصاد, وذلك ضمن الفعاليّة التي أشرفت عليها معالي وزيرة الثقافة السيّدة: "خليدة تومي" "ألف كتاب وكتاب" في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربيّة لسنة 2007.
سميّة متيش
مؤلف هذا الكتاب وإن تنوّعت مهامه وتجاربه, إلا أنه أحسن إستغلالها, ليجمّعها في كتاب بجزئين كلاهما يحمل نفس العنوان "تأمّلات في الثقافة والحياة" وينبثق منه عنوانين فرعيين: "لصوص التاريخ" و" التجربة والحصاد"؛ السيّد: "محمّد بوعزارة" الذي بدأ مسيرته بالعمل الصّحفي بكتابة العديد من المقالات الثقافية نقد وحلل من خلالها مواضيعا بالغة الأهميّة, إنتقل بعدها إلى الإذاعة التي كان مولعا بالإستماع إليها, أين أعّد برامجا مختلفة من مثل: قضايا السّاعة, قضية وتحليل... ومن ثمّ ولج إلى عالم الصّوت والصّورة إذ ترّأس محطة ورقلة, وعمل رئيسا لتحرير مجلة "الشاشة", ليشغر بعدها منصب عضو برلماني لجبهة التحرير الوطنيّ في عهدتين متتاليتين؛ وبذا يكون هذا الكتاب مجرد خلاصة لتجارب وخبرات متنوّعة إعلاميّة و سياسية, تنم على المستوى الإعلامي الذي كان يتميّز به الجيل السابق, في الأداء والفكر والتحليل والنقد, وما "بوعزارة" إلا مثال حيّ عن الصّحفي المثالي.
قراءة مختصرة لمضمون الجزئين تلاها صديق الكاتب الدّكتور: "احمد العظيمي" على مسامع الحضور الكريم من وزراء ومستشارين مثل: الأديبة القديرة: "زهور ونيسي", معالي الوزير: "محمّد العيشوبي" والسيّد: "عبد الحميد مهري"...
نوّه المتحدّث بالصبغة التي ميّزت الكتاب بجزئيه إذ خيّل له أنهما كتاب واحد لا جزئين منفصلين وهذا طبعا يحسب لصالح المؤلف, كما أنّه ومن خلال قراءته هذه لمح في "بوعزارة" الصّحفي وليس السياسي وعلى حدّ تعبيره: "إنتصر الصّحفي على السياسي", ليختم بملاحظات حول هذا المؤلف الذي عدّه موسوعة للأسماء الجزائريّة في التعليم, الثقافة, السياسة, التاريخ...وأيضا مرآة عكست الظروف التي عاشها المواطن الجزائريّ في راهن حرج جدّا, وعلى حسب الدكتور العظيمي يبقى الكاتب والصّحفي: "محمّد بوعزارة" قدوة للشباب في الوصول إلى الفنّ غير الممكن.
أمّا سيادة مدير المكتبة الوطنيّة الجزائريّة الدكتور: "أمين الزاوي" فإعتبر لغة الكاتب راقية وسليمة كميزة من ميزات الكاتب, وأشاد أيضا ببراعته في كتابة فنّ المقالة معتبرا إيّاه واحدا من أعرق الأسماء الأدبيّة الجزائريّة والتي إفتقدناها للأسف أمثال: "رضا حوحو", "زهور ونيسي", "محمّد فرّاد", "سعد بوعقبة", "محمّد سعيدي"...
كان هذا فضاء "القراءة بحريّة, كل يوم بكتاب..." الذي منحته إيّانا المكتبة الوطنيّة الجزائريّة والتي تبدي يوما بعد يوم إهتمامها بالكتاب, وتحاول قدر المستطاع ترسيخ مبادئ ثقافيّة حضاريّة, كالتي تسعى من أجلها عاصمة الثقافة العربيّة بخلق فعاليّات تنعش الثقافة والمثقف الجزائريين مجددّا, وتثري كذلك رصيد ألف كتاب وكتاب, ونبقى في إنتظار المزيد؛ إلى هناك قراءة ممتعة للجميع.
سميّة متيش