تيهرت تقول على لسان جوادها...حوار مع الشاعر الجزائري: "أحمد بوزيان"

هو جواد أصيل أصالة تيهيرت...

واحد من بين الأعمدة الشعريّة التي أسّست صرحا قويّا للشعر الشعبيّ الجزائريّ... "أحمد بوزيان" شاءت الأقدار أن يقترن مولد هذا الإسم بتاريخ إستقلال

الجزائر عام 1962...لكن ليس من الصّدفة أبدا أن تسكن الجزائر بداخله فيشدو لسانه العذب جمالها ونضالها, ولا يفوته أن يؤازرها ويواسيها في محنها...

شارك شاعرنا في الكثير من الملتقيات الوطنيّة والدّوليّة, رشحته لنيل العديد من الأوسمة والشهادات إذ قدّم له فخامة رئيس الجمهوريّة السيّد: "عبد العزيز

بوتفليقة" شهادة الإستحقاق, وكرّم من طرف سمّو الأمير "سعود الفيصل", كما أنّه حاز على وسام الإستحقاق الثقافي ثلاث مرّات, له شريطان سمعيان

وديوان يحمل عنوان: "وحي الوئام" الذي تفضّل بتقديمه فخامة رئيس الجمهوريّة, وله ديوان آخر قيد الطبع تحت عنوان: "بين الممنوع والممتنع".

وإنطلاقا من هذه المسارات الناجحة التي حققّها الشاعر في ظروف قياسيّة منحته مكانة متألقة...إقتربت محاورة إيّاه فوجدتني قد أسرت بحكمته وهو يعبّر

عن صورة الثقافة الجزائريّة بإنطباعاته الصّريحة حينا والعفويّة حينا آخر؛ هذا الحوار الذي كان فيه شاعرنا حقا خفيف الظلّ والرّوح, مضيفا نكهة مميّزة

لهذا اللقاء لا تختلف كثيرا عن تميّزه؛ فلكم ما جاء فيه:



ما هو إنطباعكم عن فعاليّة الخيمة العربيّة؟

أنا جدّ سعيد إلى درجة الانخطاف والانكشاف بهذا الحضور العربيّ المميّز,أمّا المستوى فكان متفاوتا من شاعر لآخر ومن دولة

لأخرى,الشعر الشعبي الجزائري كان مستواه مقبولا,أما بالنسبة للعرب أعجبت بالشعر المصري والسوري,والمغربي والعراقي؛ وكان تنظيم هذه الخيمة

محكما كما لاقى إقبالا جماهيريّا مميّزا.

كما أضاف قائلا:"ظل الشعر مشدودا إلى أصوله مربوطا إلى قيمه وعاداته وتقاليده التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ ولا أدل على ذلك من هذه

الألبسة و الأطعمة,خاصة التي تنتصب كشاهد عيان

وهي لا تنفك صلتها بالشعر,فالعلاقة بين الشعر والخيمة علاقة امتداد وارتداد,علاقة تواصل واحتواء,ما هي إلا شواهد حيث استمد العروض علم مسمياته

من أسماء أجزاء الخيمة والياتها, وفي ذلك يقول المعري:

الحسن يظهر في بيتين رونقه

بيت من الشعر أو بيت من الشعر

وقد سمى الأمير عبد القادر رمز الدولة الجزائرية الحديثة عاصمته المتنقلة (الزمالة)".


ماذا تمثل لكم تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربيّة ؟


هي تظاهرة مهما قيل عنها وفيها تبقى تجربة منفردة, تجربة انفتاح الأنا على ذاتها مكاشفة ومشاهدة لنعاين الالامنا بنبض الشعر لا بقساوة السياسة.فنجاح

هذه التظاهرة قد يكون بالتنوع الثقافي الذي منه تتشكل الهويّة العربيّة؛ والحمد الله إلى حدّ الآن تعتبر التظاهرة ناجحة.


ما رأيكم في مقاطعة بعض الشعراء لعكاظية الشعر العربيّ؟


تلك الشوشرة لم تكن في محلها ولا يحق لنا أن ننشر رصيدنا أمام الأجانب,إلا أن اتحاد الكتاب الجزائريين له كل الحق في الاحتجاج لأنه اختير كطرف

لانتقاء الشعراء الجزائريين لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل.


ظهرت مؤخرا طائفة تكتب مجموعة خواطر شعريّة وتدّعي أنها تنتمي إلى الشعر والشعراء,ما تعليقكم؟


سمعت مقولة أو حكمة منذ صغري يقال بانّ الشعراء أربع:

شاعر يسافر ولا يسافر معه

شاعر يجوز في معمعة.

شاعر يجوز أن تسمعه.

شاعر لا تستحي أن تصفعه.

وكل شاعر له خانة من هذه الخانات الأربع والجمهور هو الحكم.


كنتم قد حضرتم في الليلة الرابعة للشعر العربيّ فكيف تنظرون إليها بصفتها واحدة من الفعاليات المقامة في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربيّة؟


ذابت هذه الليالي في التظاهرة,كلما تكون ليلة للشعر العربي في المكتبة الوطنية الجزائرية يكون نشاطا موازيا في جهة أخرى تستقطب الحضور.


كلمة أخيرة:


أرجو أن ينظر الجزائريون للثقافة على أنها حلقة من حلقات المشروع الوطني.


حاورته: سمية متيش