حسن الظن بالله عزّ وجلّ
+2
louiza
Malina
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حسن الظن بالله عزّ وجلّ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى :
(
أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في
نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت
إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته
هرولة ) .
تخريج الحديث
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث
هذا
الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل
وعلا ،
والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد
بأنواع الطاعات .
غريب الحديث
ملأ : المَلأ أشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة .
حسن الظن بالله
بدأ
الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل
وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما
يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء
فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل
ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته
ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه
عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ،
ومنه قوله
- عليه الصلاة والسلام - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي ،
وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول :
وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع
وبذلك
يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله
وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن
الظن .
وقد
ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ،
وجعل سوء ظنهم من
أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ،
فقال عن المنافقين حين تركوا النبي -
صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد :
{وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }(آل عمران 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }( الفتح 6)
.
والمراد
من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله
تبارك وتعالى ،
لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن
الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ،
وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان
الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .
فينبغي
للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه
وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة
لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على
ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح .
بين اليأس والغرور
ومما
ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا
يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ،
ولذا فإن
على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية : المحذور الأول هو اليأس
والقنوط من رحمة الله ،
والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله ، فلا يركن
إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ،
فإن هذا من السفه
ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به
إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين
مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل ، قال بعض السلف : "
رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " .
جزاء الذاكرين
ثم
أتبع ذلك ببيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين ، فذكر الله عز وجل أنه مع عبده
حين يذكره ، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد
كقوله سبحانه لموسى وهارون :{إنني معكما أسمع وأرى }(طـه 46) .
وأفضل
الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه ، وأعظمه ذكر الله
عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي .
جزاء القرب من الله
ثم
بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده ،
وأن العبد كلما قرب من
ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً ، وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من
عبده فقال
:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) ،
وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ،
ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
ما
يدل على هذا المعنى العظيم ، وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد
وكدحه ، ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله ، فسبحانه ما أعظم
كرمه وأجَلَّ إحسانه .
رد: حسن الظن بالله عزّ وجلّ
نقطة جليلة وكثير مهمة لا يتم إيمان العبد إلا بها
"رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق "
مجالها الصائب محصور بين حدين
الشرح كان دقيق بارك الله فيكِ مالي كفيتِ ووفيتِ
هو ذا ـ صميم التوحيد ـ
تحية طيبة لكِ أختي
"رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق "
مجالها الصائب محصور بين حدين
الشرح كان دقيق بارك الله فيكِ مالي كفيتِ ووفيتِ
هو ذا ـ صميم التوحيد ـ
تحية طيبة لكِ أختي
louiza- مشرفة فئتي كلية العلوم والتكنولوجيا والإشراقة الخاصة
-
المساهمات : 7171
النقاط : -2576
التقيم : 48
السن : 35
الجنسية :
نوع المتصفح :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
:)
رد: حسن الظن بالله عزّ وجلّ
" حســن الظـن بالله عز وجـل " ..
هو من اسااسيـآت العقيده الاسلامـيه الصحيحه ..
فاليوم نرى الكثير من لا يحسن الظن بالله عز وجـل .. فقد غـرته الاشيآء الاخرى .. وقد نقول انها من الشـرك الاصغر ألا وهي ( الطيره والتطير ) فيتشاؤم الشخص من يوم معين او سنه او شهر او رقم او من حيوان ... وانه لا يحسن الظن بالله عز وجـل .. وهنا يختل ايماانه ..
موضووع رآآئــــع ..
تحياتي لك
هو من اسااسيـآت العقيده الاسلامـيه الصحيحه ..
فاليوم نرى الكثير من لا يحسن الظن بالله عز وجـل .. فقد غـرته الاشيآء الاخرى .. وقد نقول انها من الشـرك الاصغر ألا وهي ( الطيره والتطير ) فيتشاؤم الشخص من يوم معين او سنه او شهر او رقم او من حيوان ... وانه لا يحسن الظن بالله عز وجـل .. وهنا يختل ايماانه ..
موضووع رآآئــــع ..
تحياتي لك
فيصل- مشرف فئة من هنا وهناك
-
المساهمات : 28248
النقاط : 10242
التقيم : 50
السن : 34
الجنسية :
نوع المتصفح :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
مٌآُهمُنُيُ كثــر آلحُـْـكُي وآلمـْعـآُنـُدْ ..
مُآُدْآمُ فْيُ رْآُسْيُ ْشُيْ .. [ لُآزُمُ ُآسْوُيـُهُ ..!!
رد: حسن الظن بالله عزّ وجلّ
Malina كتب:
ومما
ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا
يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ،
ومن هنا نفهم أن حسن الظن بالله يقتضي حسن العمل، وكما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الإيمان ما وَقَر في القلب وصَدَّقه العمل.. وإن أناساً قالوا إنّا نُحْسِن الظن بالله، وكَذبوا.. لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل". صَدَق رسول الله صلى الله عليه وسلّم... ومن هنا جاء قول "الحسن البصري" رحمه الله: "إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة يقولون نحن نحسن الظن بربنا.. ثم قال الحسن: "ولو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل".
موضوع مهم جدا
أسدي لك Mali شكري
إلى الأمام
جزاك الله الجنة
biba- ღ♥ღعضو مميزღ♥ღ
-
المساهمات : 2624
النقاط : -4354
التقيم : 88
السن : 44
الجنسية :
نوع المتصفح :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
إمضاء مصغر :
رد: حسن الظن بالله عزّ وجلّ
شكرا لك مالينا على هذا الحديث وتفصيله
تحياتـــي
تحياتـــي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رد: حسن الظن بالله عزّ وجلّ
جزااااك الله خيراً و جعله في ميزان حسناتك
الوفا طبعي- ღ♥ღعضو مميزღ♥ღ
-
المساهمات : 1399
النقاط : -4975
التقيم : 14
السن : 37
الجنسية :
المزاج :
المهنة :
الهواية :
السمعة :
فمآنْ الله وأمآن الله عليكْ إن طآلت الغيبة....
تذكّر كل فرحّ مـر كنتْ أعظمْ أسبآبه...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
14.02.23 10:46 من طرف r brigad
» :)*"ملتقى الأعضاء"*(:
11.05.19 23:40 من طرف BRAD
» اسال عن الجميع
11.05.19 23:38 من طرف BRAD
» يلا ثقافة احمد الشقيري .. تعال هنا
22.04.16 10:03 من طرف فـارس بـلاجـواد
» السلام عليكم
07.10.15 16:31 من طرف r brigad
» برنامج حسابات
09.07.15 12:28 من طرف hebadexef
» بالصور: أفضل برنامج لتعلم الانجليزية للهواتف الذكية
12.02.15 10:10 من طرف طلال احمد الشيخ
» دورة تدريبية في مراقبة المخزون
16.09.14 18:08 من طرف عابر سبيل
» حقائق رقمية مذهلة في سورة الناس
20.04.14 15:26 من طرف ines
» تعلم تحدث الإنجليزية بطريقة جيدة وممتعة
23.01.14 0:54 من طرف نبع الورود
» ادارة المخاطر المالية
12.12.13 20:43 من طرف عابر سبيل
» اساليبي الاستثماربالصنديق الاستثمارية
23.11.13 9:31 من طرف عابر سبيل