هل تذكرين ؟ ....الجزء الثاني ....

من طرف **ocean** 09.04.09 2:32

هل تذكرين؟

أتذكر جيدا..
عندما دخلنا غرفتك الصغيرة
غرفتك العطرة
غرفة الأميرة
ملكة قلبي
صاحبة طموحي...
و المشاعر المطرة
بحبنا أصبحت...
كإحدى المماليك الكبيرة
التي تقع في أعالي الجبال...
ذات المسالك الخطرة
أين نطل من نوافذ قلبينا...
على جميع الحقول و البساتين
على الأشجار المثمرة
على شمسنا المنيرة
وعلى أزهار البابونج…
في كل أرجاءها...
هي منتشرة
أين احتلت المكان
احتلت قلبي
احتلت بلدي
و أصبحت هي كل السكان
و كل مكان
كل هذا كان
حتى ولو لم تكوني تملكين...
أطواق الذهب
صناديق الجواهر
أو خزانة تضعين فيها الفساتين
أو حتى مرآة مستديرة
لترين فيها …
وجه أجمل و أعذب امرأة
وقع في حبها...
أجن المعجبين

جلستِ...
ثم جلستُ
نظرت اليك...
و ابتسمتُ
سبحت في عينيك...
فغرقتُ
كم أحببت ذلك البحر
و كم حلمت أن أصبح يوما فيه...
أحد الصيادين
لمحتك في أعالي جبال الصخر
رأيتك هناك تجلسين
فاكتشفت أنني قبطان سفينة...
أو أحد أشهر البحارة
وجد أغلى لؤلؤة
في أجمل صدفة
في أجمل محارة
وكم أحببتها بكل حرارة
أكان ذلك صُدفة...
أم قدر رسم على الحجارة
هي قلبي
هي حياتي
هي أندر جوهرة...
مرصعة في ألمع إسوارة
فكم هي جميلة غاليتي
لا تحتاج...
لتجميل...
أو تزيين
لا لمساحيق
ولا لخلطات العطارين
فهي أجمل زهرة
بأحلى رحيق
هي إلهامي
فتاة أحلامي
مسيلة أقلامي
هي حبي ودمي
اللذان يجريان في الشرايين

هل تذكرين؟
كيف مرت الساعات
تحت لهيب النغمات
و أنا أتأملك...
حينما كنت أنت تستمعين
إلى ما اخترت لك...
من موسيقى و من أغنيات
كتبت بأقلام الرومنسيين
و عزفت على أرهف الآلات
لتروي عني...
كم بحثت عنك في الأصداف
في أزهار الجبال و الأرياف
ولماذا اخترتك أنت...
من بين الآلاف
من التقيتها أول مرة...
فتاة برعمة في الصغر...
ذات الثلاث سنوات
التقيتها مع أمها
سألتني أمها عن اسمي
قلت لها:
"اسمي ياسين"
فسألت هي أمها:
"أي لغة معه تتحدثين"
كانت تلك أول عبارة...
سمعتها منك...
يا ملاكا...
خلق من ضياء القمر
ثم اختفيت في نفس اليوم
و مرت السنين
و تساءلت عدة مرات...
"من هذه الفتاة...
التي أبعدتها عني عجلة السفر؟"
عشت بعدها أسوأ السنوات
و لم أفهم...
لماذا كنت أعاني من الضجر
قست عليّ حياتي
ضيعت طفولتي
وضيعت فيها براءتي
و أصبح قلبي كالحجر
فكم أشمئز من تلك الأوقات
حلمت أحلاما...
لم تكفيني
حلمت بقصور...
ولم تكفيني
لتنسيني...
وتعوضني على ما فات...
من سواد الأزمان
لتقتل الماضي...
وتدفن الرفات
فحلمت بملاك...
يعيش بقربي
يستعيد لي براءتي
يحطم حجر قلبي
و ينسيني الأحزان
نظرت إلى السماء
فقلت...
ما هذه الأمنيات ؟
الملاك مخلوق من نور و ضياء
و أنا من سلالة البشر
إلى أن أتت...
و رأيتها
الأميرة التي احتلت الذكريات
التي تأتي...
و تظهر فجأة
ثم تختفي كالمطر
ظهرت للمرة الثانية...
حور بيضاء
و زهرة في أجمل آنية...
كلها نور و حياء
عمرها...
خمسة عشر
أ سنوات ؟
أ أزهار ؟
أ لآلئ ؟
أم حكايات غجر؟
تروي قصة رجل...
بقلب واحد
صهرته بأشعة شمس أواخر الصيف
وسكنه الملاك الظريف
اخترق درع صدري...
وأحكم عليه بأشرس السواعد
سكن عينيّ...
لتظهري لي في كل لحظة...
في صورة أجمل طيف
ثم جلبت حقائبك...
لتسكني روحي...
تحت ظلال أوراق بداية الخريف
أين كُتبت عليها...
اسمينا
ونقش أجمل قلب...
على جذوع الشجر
و رميت مفاتيحي في أعمق جب
سطعتِني بنور القمر
و رفعت أزهى رايات الحب
فأرقتِ الليالي
وزينت سماءها...
بوجهك الغالي
أصبح نومي كله سهر...
و أصبحت أحلامي كلها سمر
لأكتشف أنك نور القمر...
وسحر القمر...
و...
و...
باختصار...
إنك أنت القمر
فهل كنت أنت تعين...
أنك غرست في قلبي بذرة
وأنني أصبحت بدونك...
سوى اسم نكرة
فلا تبتعدي عني يا حياتي
لأنك بقلبي تجرّين
فـأنا لحبك جميع القرابين
و شوقي إليك...
هو أقسى الجلادين

يتبع ....

مجنون عيون العسل