لم أعرف من قبل...

لم أعرف من قبل...

لم أعرف من قبل الدرّ...
و لكنني وجدت عندك من الدرّ غابات
و لم يعرف من قبل قلبي الحبّ...
و لكنك أيقظت قلبي من السبات

لم أعرف من قبل كيف تقطف الورود...
و كيف تنبت الزهور...
وكيف تشكل الباقات

لم أقرأ من قبل القصص...
و روايات أميرات القصور...
و لكنني معك عشت قصصا وروايات

لم أعرفك من قبل...
ولكنني عندما عرفتك...
أحسست أنني أعرفك منذ عصور...
منذ أقدم الحضارات

لم أعرف من قبل جنون الحب...
و لكني بحبك جننت...
مثلما يجن العشاق...
مثلما يجن المجانين...
مثلما تجن الطيور...
و تهت في الحب في متاهات
و كم أحببت تلك المتاهات

لم أفهم من قبل لماذا يذوب السكر في الماء
و لماذا أذوب أنا عندما أرى زهرتي البيضاء
و أنا أهوي من أعالي السماء
كما يهوي العصفور...
و أنا أرى تلك البسمات
و كم أعشق تلك البسمات

لم أعرف من قبل كيف يوشم على الجلد...
بحبر أحمر...
و بزجاج مكسور...
ولكني وجدت على قلبي...
من اسمك ومن عنوانك...
أوشاما و بصمات

لم أعرف من قبل كيف تكتب الأغاني...
و كيف ينظم من العشق الشعر...
ولكن بجنوني بك...
بلوعتي بك...
تعلم قلبي كيف يحلق عاليا كالنسور...
و أن يكتب لك من الشعر الأبيات

لم أعرف من قبل الحياة و الجمال...
فوجدت نفسي مكبلا بالسلاسل...
و مشنوقا بالحبال
أشم أطيب العطور...
أمام أجمل الآيات

لم أعرف من قبل لماذا يحتار الناس
فوجدت إنسانة ليست ككل الناس
كلها بياض و نور...
جعلتني أؤمن بالمعجزات

لم أعرف من قبل لماذا يعجز اللسان
و يأتي محله الناي و الكمان
ليعزف أعذب و أنظم الألحان...
لأجمل و أهم إنسان...
و ليس كأي إنسان...
تعجز عن حمل اسمه السطور...
أو أن توصفه الكلمات

لم أعرف من قبل لماذا يثمل السكير...
فيغني و يرقص كالأمير...
ولكنني عندما أنظر إليك...
أحس أن الدنيا بي تدور...
و أنا لم أعرف الخمر ولم أدخل الحانات

لم أعرف من قبل لماذا تمرد الفرزدق و جرير...
و لماذا تلهمني عيون العسل و يدا الحرير...
فرأيت قلمي قد تمرد على أوزان البحور...
و كتب على الجدران و الطرقات

لم أعرف من قبل أن المشاعر لا تموت...
حتى و إن قسا البعد و خيم السكوت...
و أنه ليس للحب مكان في القبور...
لأنه يعيش آلاف السنوات

لم أدري يوما...
أنه عندما تحزن حبيبتي...
تهتز الجسور...
و تخر من السماء العبرات

لم أدري يوما...
أنني سأحب بجنون...
و أنني سأصبح بين يديك كالجان المسحور...
مسجون في فانوسك لا أستطيع الفلاة

لم أدري يوما...
أن الحب لا يقاوم...
لا يحارب و لا يساوم...
ليس بمداوى وليس بمبتور...
فلم أجد لحالي دواء من عند الحكماء...
أم وصفة من عند العرافات

فهل تعرفين أنت من يكتب ويقرأ لك شعرا...
و رومانسية تحت ضوء الشموع...
و من يفيض لك حبا و حنانا و يمسح لك الدموع...
من يعيشك قصص حب و جنون و يسقيك من الجذور...
من ترينه روميو و من يراك جوليات

مجنون عيون العسل