الهويّة لمن يجهلها ...

reda_ocdor كتب:

بارك الله فيك أخي على المرور الطيّب .. ثمّ إنّ كلّ موضوع قابل للنقاش إلا إن كان قرآنا من عند الله أو سنّة أو أمر اجتمع المسلمون على صحتّه ... بل نفرح بمداخلات و تعقيبات إخوتنا إن كانت مفيدة بعيدة عن الخلفيات الضيّقة .. و أظنّ أخي انّ الهدف من المنتديات و النقاشات هو أن نفيد و نستفيد و نجمع و لا نفرّق ..أمّا كون الموضوع رسالة لشخص ما ..فلا اظنّ أنّ المنتديات أو الإنترنت عموما مكان ملائم للرسائل الشخصية ..جزاك الله خيرا أخي الفاضل و نفع بك

.

reda_ocdor كتب:

.:: السلام عليكم ::.

تعتبر الهويّة من الثوابت الأساسية لبناء أمّة ما بإعتبارها المحور الذي تتمركز حوله بقيّة الثوابت، و لا تكون الأمّة أمّة حتى تكون لها هويّتها الخاصّة بها التي تميّزها عن سائر الأمم .
فالأمّة تشكيلٌ يتجمّعفيه الأفراد حول هويّة مستقرّة ثابتة تكون بمثابة الصبغة التي تصبغها و تحدد سلوكيات أفرادها ، و تكون المرجع الذي يرجعون إليه حين التعامل مع الأحداث ... و المنطلق الذي يحدّدون من خلاله مواقفهم من القضايا المختلفة.

.:: نعم تعريف جيد وشامل ::.

و لا يستقيم أن يحدّد الإنسان موقفه من غيره قبل أن يحدّد موقفه من نفسه ..من هو ؟ ... ماذا يريد ؟ و من دون الفصل في الهويّة الذاتيّة لا يمكن تحديد موقف فعّال من أيّة قضيّّة من قضايا المصير و العيش .
و من هذا المنطلق أجمع المسلمون أوّلهم و آخرهم أنّ{ الإسلام وحده هو هويّة أمّتهم و هويّة كل من قال ( لا إله إلاّ الله محمّدٌ رسول الله ).:: عليه الصلاة والسلام ::. و هو مبدأ حركتها و نقطة اجتماعها ، و هو القوّة الحيّة التي تفجرّ طاقات الأمّة و تقوّي شوكتها لمواجهة أعداها ، و لمّا كان هذا الحقّ هو هويّة هذه الأمّة كان المسلمون خيرة الخلق و سادتهم و بغيره ستظل الأمّة تابعة ذليلة لكلّ من حمل لواء من ألوية الحضارة و المدنيّة سواء وافقت مبادئها و عقيدتها و رسالتها أم لم توافق ...
لقد منح الإسلام هويّة لهذه الأمّة و جمع أفرادها حول جنسية هي أسمى و أشرف من كلّ جنسيات الأرض التي يفتخر بها ضعاف القلوب و أصحاب النفوس المهزومة.. فإجتمعوا حولها فصيّرتهم كالجسد الواحد و كالبنيان المرصوص و انطلقوا منها إلى تأسيس حضارتهم و مدنيّتهم كما أمرهم ربّهم و بما يوافق مبادئهم و عقيدتهم .
و لكن .. و لمّا استبدل بعض أبناء هذه الأمّة هويّتهم التي منحهم لإيّاها خالقهم تبارك و تعالى بهويّات مختلفة مكتسبة .. و صار المسلمون ينسبون (هويّةً) إلى مواطن ولادتهم و يكتسبون عادات مواطنهم و أهلهم و إن كانت باطلة لا توافق دينهم و شريعتم أضحت الأمّة الإسلاميّة كومة من الأجساد البشرية الخاوية تعيش على ضفاف نهر الإنسانية كدويلات مشتّة متصارعة تفصل بينها حدود جغرافية و نداءات قومية مصطنعة خطّط لها أعداءها و نادى بها الأغبياء من أبنائها .. و تعلوها رايات الوطنية العرجاء بمعناها الضيّق و تحكمها قوانين العدوّ العلمانية ...
و لست في هذا المقام أحارب الوطنيّة كمعنى .. و لكن المسلم مطالبٌ بحبّ وطنه .. بل أنا في صدد الحديث عن الوطنيّة العرجاء التي تمحي فكرة الولاء الإسلامي ليحلّ محلّه الولاء الجاهلي الذي يغيّب الهويّة الإسلامية التي تميّز المسلم و تعطيه المناعة من الذوبان في الأمم الأخرى ...

.:: هممممممممم الحقيقة أرى الموضوع درسا في معنى الوطنية ونقدا لما هو كائن أكثر من ماهو مفتوح للنقاش والتساؤل
ولكن رغم هذا وذاك فماقيل راي يحترم ومن جهتي متفق معه
ولكن لو ربطنا الأحداث لوجدنا أن ماتدعوا غليه وما تصورته هنا نوع من المثل
وتدعوا إلى نظرية "- المدينة الفاضلة -" وتتحدث عن هوية إسلامية لكل من قال الشهادتين وتمنيت لو كان ماقلته هذا صحيحا ونعيش في عالم من المثل ولكن لما التفت حولي استفقت من الحلم اللذي أدخلتنا فيه ،، حلم تمنيناه حقيقة ولكن الواقع يفرض نفسه
فاين الدولة اللتي ستكون أساس هذه الدولة الإسلامية الممتدة من المشرق إلى المغرب ؟؟
أو أين دولة وحيدة إسلاممية محظة ؟
فالدول أخي في الإطار الديني إثنان الإسلامية والكافرة
والإسلامية اللتي قد نتسم منها خيرا تنقسم لثلاث
الأولى تظهر الإسلام الحق وماخفي لديها كان أعظم
والثانية تظهر الإسلام المتشدد وما خفي كان أعظم
والثالثة تظهر الإسلام المتجدد الحداثي اللي يدعم البدع ويكبح السنن باسم الإنفتاح وعدم اليموقراطية والحريات وهذه ماظهر كان أعظم
فمن اين سنأتي في هذا الإطار بطريقة وكيفية لبناء دولة إسلامية مثالية معتدلة ؟؟
والدويلات اللتي من الأساس أن تكون أساس هذه الدولة كلها منخورة يعني ولو بنينا طلع البناء عظيما وجميلا والأساس هشا فالمآل إلى السقوط لامحالة
إذن فلم لانتشبث بوطنيتنا أولا -العرجاء كما يحلو لك تسميتها- ونعمل على تصحيح توجهها وتسديد مسارها وسد أماكن نخرها بتصحيح جدري للأفكار المكتسبة اللتي لقنها لنا عامل التنشئة الإجتماعية ومن ثمة أمكن التفكير في المثل اللذي لطالما تمنيناه وتحدثت عنه هنا
وهذا لايعني ابدا -التشبث بالوطنية العرجاء على حد قولك- انسلاخنا عن ملتنا وديننا الحنيف بل العكس فهذه ربما هي الوسيلة الوحيدة للوصول للغاية اللتي وصفتها لنا في تقديمك ::.

إنّ فكرة الوطنيّة التي يدعوا إليها هؤلاء و ينفثون سمومها المميتة في أوساط شباب الأمّة هي الوطنيّة التي تقوم على أخوّة الجنس و اللون بدل أخوّة الدين و الإيمان .
إنّ الأمّة الإسلامية و عبر الدهور و العصولر تتعلّم من نفسها أنّها لن ترفع رأسها إلاّ بالوحدة و الإعتصام بحبل الله المتين الذي هو هويّتها و مصدر عزّتها و رفعتها ..

.:: كما قلت سالفا الوحدة والإعتصام هما من سيجعلنا نرفع الراس
ولكن هل يعقل ان تدعو إلى التحاد واعتزاز بأمة ضخمة تحت راية واحدة ونحن نشاهد انسلاخا وانفصالا وسط الدويلات الآن فكيف لو كان الأمر أكبر
فلهاذا أقول أنه من الواجب أولا التضامن والإعنزاز بالوطنية العرجاء -على حد قولك- إلى أن يصير الأمر مكتسبا ومن ثمة سيسهل الإنطلاق إلى الأمة الشاملة الأمة الإسلامية المثالية .. ::.

و انتهاء أقول لمن ينادي بغير هذه الهويّة ... لا تتعب نفسك يا هذا فلن يسمعك أحدٌ و إن علا صوتك و وجدت المنابر للصراخ ..بل و إن انقطعت أحبالك الصوتية من الصراخ و العويل .

:: واذكر ربك إذا نسيت، وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا ::
صدق الله العظيم